إذا كنت تعيش في الإمارات، فأنت تعرف التحدي: حرارة شديدة وأشعة شمس طوال النهار، وبعدها تكييف بارد داخل الأماكن. مهما حاولت، هذا التغير المستمر يخلي بشرتك تحس بجفاف، وشد، وحساسية. الطقس القاسي في الإمارات يضغط كثير على حاجز البشرة الطبيعي، اللي هو دفاع البشرة الطبيعي.
ما هو حاجز البشرة؟
الطبقة الخارجية للبشرة، المعروفة بحاجز البشرة، تعتبر خط الدفاع الأول للجسم ضد العوامل البيئية. تخيلها كجدار مبني بعناية من الطوب، حيث تمثل خلايا البشرة الطوب، والليبيدات – وهي الدهون الطبيعية التي ينتجها الجسم – تعمل كالملاط الذي يربط الطوب ببعضه بإحكام. هذا الحاجز ضروري لأنه يحافظ على الرطوبة اللازمة داخل البشرة ويمنع المواد الضارة مثل الملوثات، والمهيجات، والبكتيريا، والحساسية من الدخول والتسبب في ضرر.
عندما يكون الحاجز قوي وسليم، تشعر بشرتك بأنها ناعمة، مرنة، وقوية، كما يحافظ على مستوى منتظم من الترطيب ويحميها من الضغوط الخارجية. لكن عندما يضعف أو يتعرض الضرر، يبدأ "الملاط" الحامي بالتفتت، مما يسمح للرطوبة بالخروج وللمواد الضارة بالدخول من خلال الفراغات بين خلايا البشرة. هذا يؤدي إلى الجفاف، والتهيج، والاحمرار، وزيادة الحساسية، مما يجعل البشرة أكثر عرضة لمشاكل مثل الالتهابات، وحب الشباب، وحتى علامات التقدم المبكر في السن مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة.
حاجز البشرة يعاني من تحديات مستمرة قد تؤثر على وظيفته في بيئات قاسية مثل الإمارات، حيث تتبع حرارة النهار وأشعة الشمس القوية هواء بارد وجاف من التكييف داخل الأماكن. للحفاظ على صحة بشرتك، وترطيبها، ونضارتها رغم هذا الجو الصعب، من المهم أن تفهم كيف يعمل هذا الحاجز وما يؤثر عليه.
كيف تؤثر حرارة الإمارات على حاجز بشرتك؟
درجات الحرارة في الصيف بالإمارات تتجاوز أحياناً 40 درجة مئوية، مما يجبر جسمك على تبريده عن طريق التعرق بشكل مفرط. رغم أن التعرق طريقة صحية وفعالة للتحكم بدرجة حرارة الجسم، إلا أن له تأثيرات سلبية على البشرة. فبالإضافة إلى إزالة الحرارة، يزيل العرق أيضاً الزيوت الطبيعية (الزهم) التي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الرطوبة وتأمينها داخل البشرة. عندما تقل هذه الزيوت الواقية، تصبح بشرتك جافة وأكثر عرضة للتهيج والأضرار. هذا الفقدان للزيوت الطبيعية يضعف حاجز البشرة ويصعب على بشرتك الحفاظ على الترطيب والتوازن اللازمين لتظل مرنة وقوية.
إلى جانب الحرارة الشديدة، تمتلك الإمارات أحد أقوى أشعة الشمس في العالم، مع مؤشرات أشعة فوق بنفسجية (UV) عالية طوال السنة. الأشعة فوق البنفسجية تخترق طبقات الجلد بعمق وتضر بالبروتينات الحيوية مثل الكولاجين والإيلاستين، اللذين يمنحان بشرتك الثبات، والمرونة، والمظهر الشبابي. تحلل هذه البروتينات يؤدي إلى تلف هيكل حاجز البشرة، مما يقلل من دفاع البشرة ضد العوامل البيئية. هذا الضرر يزيد من حساسية بشرتك ويقلل من قدرتها على تحمل الالتهابات مع الوقت، مما يسرّع ظهور علامات الشيخوخة الواضحة مثل التجاعيد، والترهّل، وفقدان النضارة.
وعكس ما يعتقد البعض، التعرق لا يعني أن بشرتك مرطبة بشكل كافٍ. الحرارة الشديدة تسبب جفاف البشرة أكثر مما ترطبها، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان الماء داخل خلايا البشرة، مما يجعلها تبدو متقشرة، وجافة، ومشدودة. ضغط الحرارة يسبب تبخر الرطوبة باستمرار، وهذا يضعف أكثر قدرة حاجز البشرة على القيام بوظيفته بشكل صحيح. النتيجة تكون دورة مفرغة من الجفاف والتهيج يصعب كسرها بدون العناية والعلاج المناسب.